بقلم : زيد عليان
إن التحديات والكوارث التي تلحق بالفرد والأسرة والمجتمع ككل بسبب هذه الآفة الدخيلة على وطننا الحبيب جراء ظاهرة الإدمان على تعاطي المخدرات، هي جريمة ضد النفس أولاً والاعراف والقيم الاجتماعية التي تربينا عليها وعلى عاداتنا وتقاليدنا.

كم أودت هذه الظاهرة بحياة الكثيرين، وتسلسلت من وراءها جرائم لا تعد من السرقة والاغتصاب والقتل لانها تؤدي بالمدمن الى اخطار بالغة في التأثير إجتماعياً وأخلاقياً قد تصل به النهاية إما للموت أو السجن أو فقد أعز ما يملك من الأهل بسببه، إضافة لتضييع مستقبله ودراسته ومهنته بسبب ما أثرت به على صحته وعقله وأخلاقه ليتحول لإنسان نقيض تماماً عما كان .

هذه الآفة لا يخلو يوما إلا لنرى خبرا من قواتنا المسلحة ونشامى أمننا العام وهم بحرب لإحباط تفشيها في مجتمعنا الأردني، ومواصلة الليل بالنهار في سبيل النيل منها والقضاء عليها ومنهم من استشهد وهو يذود للحفاظ على شبابنا من سمومها، ومنهم من يحرم نفسه العودة لبيته وأطفاله حتى يقبض على أي تاجر عبر خطط كثيرة من أجل القضاء على أي شبكة تنوي المساس بهذا البلد الآمن وتدنيس عقول أبنائه فلنشفع بهم وبسهرهم واستشهادهم وهم يدافعون عن شباب هذا البلد وحفظ وصيانة كرامتهم من هذه الظاهرة السوداء . على الشباب التصدي لهذه الظاهرة قبل الوقوع في خيوط التجربة الأولى لها وان وقعوا بفخ منها يتصدون لها بكل استطاعة بالعزم والإرادة لهجر سمّها والتخلص من أي أثر لادمانها، وعلى كل فرد أن يكون جيش نفسه في مواجهتها ونصح أصدقائه وأهله بالابتعاد عنها مهما كلفت به الأمور.

دعونا نحمي أردننا بأهداب اليقظة والحرص، فشبابه هو الكنز الثمين به، فليكن بصحة قوية وعقل واعي ومستقبل يشرق على النهضة بعيداً عن أي تشوه يتخلخل في نفوسهم تصل بهم إلى مآرب الضياع بلا عودة